آخبار عاجل

 الطريقة الديمقراطية الحازمة في التعامل مع الأبناء المراهقين .. بقلم : « سلوى المؤيد »

06 - 03 - 2019 12:00 1350

الحلقة الـ  47  من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :   الطريقة الديمقراطية الحازمة في التعامل مع الأبناء المراهقين.

........................................

 

رجاء ومحمود كانا نموذجان لمراهقين تعرضا لإسلوبين مختلفين في التربية..رجاء كانت حريتها محدوده جداً مما جعلها تتمرد على والدتها ..ومحمود  دفعته حريته المطلقة  إلى اختبار والديه في الحصول على المزيد من الحرية اللامسؤولة ..لكي يكتشف ويختبر الحياة من حوله .

اليوم سأتناول الأسلوب الصحيح في التعامل مع الأبناء المراهقين ..وهو الذي يمنحهم الحرية المحدودة بقواعد مسؤولة ..لكي يكتشفوا ويختبروا الحياة من حولهم ..الأبناء بحاجة إلى حدود تقودهم وهم يكتشفون  وتعلمهم الإحساس بالمسؤلية ..لذلك على الآباء أن يوازنوا بين الحرية والمسؤلية ويضعوها في اعتبارهم عندما يقومون بتربية أبنائهم المراهقين ،

بالنسبة لرجاء الفتاة المراهقة لم يكن أمامها في ظل حرية أمها المقيدة جداً أن تكتشف إلا القليل ..وبالتالي  لم تتاح لها الفرصة لكي تكتشف  مقدرتها  على التعامل مع الحرية المسؤولة الواجب منحها إياها  حتى تكون شخصية واعية ومتزنة .

كما أن حصول محمود على الحرية المطلقة جعله  يتمادى في تصرفاته اللامسؤولة عندما دخل سن المراهقة ..حتى وصل ذلك التمادي إلى حد أضر بمستقبله الدراسي وكذلك بحياته لولا ذهاب  الوالدين   إلى المعالج النفسي التربوي..وتقديمه الطريقة الديمقراطية الحازمة التي ساعدتهما على الوصول به إلى بر الأمان .

 إن الطريقة الديمقراطية الحازمة تعد من أفضل الوسائل التربوية لإن بها  يمنح الآباء أبنائهم حرية مرتبطة بحدود معينة تمنحهم القدرة على التفكير والإختيار من خلال حدود واضحة..تطور لديهم الإحساس بالمسؤلية لإنهم  سيكونون ملتزمين باختياراتهم  ..وهم يمارسون حرية قادرين على تحمل مسؤليتها..وعندما قام والدي  محمود باستخدام هذه الطريقة التربوية استطاعا أن يشبعا احتياجات أبنهم وتعليمه الدروس التي يريدان تعليمه إياها.

كما أن باستطاعة  الآباء  أن يعلموا أبنائهم   كيف يحلوا مشاكلهم ..و يستطيعون أن يتيحوا لإبنائهم الفرصة في اختبار حدودهم بطريقة إيجابية فعالة تطور شخصياتهم .وذلك من خلال  تقديهمم الإرشادلإبنائهم وهم يدفعونهم إلى   تمرين قدراتهم بإن يقوموا بمساعدتهم على طرق حل  مشاكلهم .. بتوضيح الإختيارات المسموحة لهم لإختيار ما يناسبهم .

نحن قادرون كآباء أيضاً على أن ندعم طرق تعلمهم بإن لا نتدخل   فيما يختاروه ويتعلموه عن طريق أخطائهم ..لذلك سأضرب مثال على ذلك لتكون الصورة واضحة أمام الآباء حتى يمكنهم من استخدامها مع أبنائهم .

فاتن مراهقة في الخامسة عشر من عمرها ..لديها مشكلة مع مدرسة التاريخ التي تعتقد أنها لا تحترمها فقامت بفصلها مؤقتاً من دروس التاريخ  ..اتصلت المدرسة المسؤولة عن علاقات الطلبة بمدرسيهم في المدرسة لتخبر والدة فاتن بما حدث لإبنتها لتجد حلاً لمشكلتها   حتى لا تخسر علاماتها  ولا تستطيع تعويضها لاقتراب نهاية الفصل  .

 جلست الأم مع إبنتها بعد وجبة العشاء لتخبرها بما قالت لها المدرسة المسؤلة حتى تجدان حلاً للمشكلة . 

 أجابت فاتن  " كنت واثقة أنها ستتصل لإن مدرسة التاريخ فصلتني مؤقتاً من درس التاريخ كم هي سخيفه..أكرهها وأتمنى أن أأخذ المادة مع مدرسة أخرى ولا أكملها  معها "

قالت الأم "  مدرسة التاريخ تقول أنها إذا فصلتك لن تمتحني في هذه المادة   "

أجابت فاتن " ذلك أفضل من أن أواصل مع هذه المدرسة ..فأنا لا أحتملها "

 

قالت الأم " أعلم أن هذا المدرسة  تغضبك..لكن ماذا تظنين سيحدث لك إذا حرمتك من امتحان المادة النهائي .؟"

ردت فاتن "سوف أنتقل إلى فصل آخر للتاريخ "

قالت الأم " المدرسة المسؤولةتقول أنك لن تستطيعي دراسة مادة جديدة.لإن الوقت قصير لديك إلى نهاية الفصل ..ودرجاتك كلها كانت بتقدير جيدجداً ..  ..ماذا سيحدث لها؟ "

ردت فاتن "سأخسرها طبعاً ..لكني أعتقد أن ذلك أفضل من البقاء مع هذه المدرسة "

 كانت الأم  تحاول أن تبدو متفهمة لمشاعر إبنتها لتساعدها على إيجاد حل تختاره بنفسها

"   لكنك ستندمين فيما بعد لإنك سوف تضطرين إلى إعادة المادة في فصل الصيف "

قالت فاتن "لا يهمني ذلك أفضل "

 إلا أن أمها ردت عليها "هل نسيت أنك وعدت صديقتك بالسفر إليها في منتصف الإجازة "

تراجعت الإبنة عندما تذكرت برامجها في الصيف

عندئذ..أرادت الأم أن تساعد إبنتها في اختيار حلاً تريده وتلتزم به فقالت لها

" ماهو أفضل اختيار لك الآن ؟"

قالت فاتن  "أن أقفل فمي أربعة أسابيع وأتبع تعليمات هذه المدرسة  التافهة ..لكن ذلك صعب ومؤلم ..حتى إني لا أعتقد بإني أستطيع تحمله "

 قالت الأم " وماهو الإختيار الثاني ؟"

 أجابت  الإبنة وهي تبتسم "أن  أعانده وأخسر مادة التاريخ..لكني سأحرم بذلك من التمتع بإجازتي الصيفية..ألا يكفي أذاها لي  في المدرسه.. لا ..سوف  ألتزم بالإختيار الأول حتى لا أحرم من السفر  إلى صديقتي في منتصف الإجازة الصيفية"

وافقتها أمها ..وكانت بذلك قد قادت إبنتهاإلى أن تجد بنفسها الحل وأن تلتزم به لإنه اختيارها..كما أن الإبنة اختبرت الحدود المسموحة لها بعقلها ..عندما قالت أنها ستترك المادة ..لكنها التزمت  من خلال  تصرفاتها بهذه الحدود .. لإنها أدركت بتفكيرها النتائج السلبية لعدم طاعتها لقوانين المدرسة  ..وهو حرمانها من التمتع من عطلتها الصيفية  .. فقررت الخضوع لها وتحملها لكي تستمتع بإجازتها .

[email protected]



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved